البحر لا يبتلع النجوم ، هي من اختارت أن تغمر نفسها في القاع .
عند الصباح كانت تلتقطها دون ان تلمحها العيون ...
مازالت كل النجوم مخبئة في صدرها ...
تومض وقت النحيب ، فتغلق عينيها ... علّها لا ترحل عنها ، كانت في منفاها ، أثمن ما تجرّه الروح المثقلة به.
السفن يشد من ازرها الكبرياء و كملكة تشق الطريق .
تزيدها الاشرعة جوىً ، حين تنفث في القلب شجن .
و لا يعلم البحار كيف عند الغروب تضيع منه البوصلة ، فيتوه عن ضياء الفنار ؛ ريثما ، يحين احتضار الشمس فتلملم كل قصص الطفولة في ذاكرة الكون و على اطراف الشجر و في مبسم الزهر .
العبرات تغسل في البدء ، العيون . و تلقي بنفسها فوق الرموش الذابلة، لتشارك البحر مشهد الوداع الاخير .
خفقاتٌ بلون الشفق تضرب الشطآن في صمت ، كموسيقى الجنازات ؛تسكن الاصداف . كان يضعها على اذنه وقت الغروب و يجر دموعه و الشمس و ما تبقى من قلبه .
فيعلم أن الغروب وجهته الاخيرة ....