لَا أَشْرَبُ الخَمْرَ إِنَّ الشِّعْرَ يُسْكِرُنِي
خَمْرًا تَعَتَّقَ فِي الأَرْوَاحِ مِنْ زَمَنِ
الشِّعْرُ مَا سَكَبَ الإِلْهَامُ في سَحَرٍ
فَاشْرَبْ هَنِيْئًا وَ لَا تَبْأسْ وَ لَا تَهُنِ
أَوقَفْتُ شِعْرِيَ لِلأَوطَانِ مَلحَمَةً
يَهْنَاكَ سَعْيُكَ للعَلْيَاءِ يَا وَطنِي
كَاليَاسَمِيْنِ عَلَى أَكْتَافِ عَاشِقَةٍ
عِطْرٌ تَسَلَّل مِنْ فِردَوسِهَا العَدَنِ
فِيْ بِئْرِ زَمْزَمَ أو سَبْعاً يَطُوفُ بِنَا
يَرْمِي الجِمَارَ فَأَغْدُو خَالِيَ الدَّرَنِ
مِنْ شَرعِ عَبْقَرَ حَيْثُ الشِّعْرُ يَنْهَلُنِي
بِدْعُ القَصَائِد مِنْ شَامٍ وَ مِنْ يَمَنِ
لَا لَستُ أَزعُمُ أَنِّي شَاعِرٌ جَذَعٌ
مَهْمَا عَلوْتُ فَإِنَّ الشِّعْرَ يَغْلِبُنِي
مَا أَقْرِضُ الشِّعْرَ إِلَّا اجْتَاحَنِي سَكَرٌ
حَتَّى غَدَوْتُ كَأنِّيْ كَنْتُ لَمْ أكُنِ