كيفَ النّجاةُ وهذا اللّحْظُ والخَتَلُ ؟
لا يُؤْمَنِ الطَّرْفَ في ألْحاظِهِ الكَسَلُ
إنّي فدَيْتُ ضَحوكَ الثَّغْرِ كُلّ ظِبى
نَجْـدٍ وكُلَّ شِـفاهٍ مِلْؤُها عَسَــلُ
يا ســامِرَيَّ شرابي منْ سُلافَتِها
صرفٌ ومُمْتَزِجٌ الثّغْرُ والمقلُ
وخادِعاها عَنِ التُّفّــاحِ كان لنا
في وجنتيها جنيَّا روضها الخضِلُ
جاوَزْتُ كُلَّ صِفاتِ الحُسْنِ حتّى غدا
وصْفي جُزافاً وموصوفي هي المثَلُ
إنْ قُلْتُ بيتاً فعندي من سـناها لَهُ
سِبْقُ الإشارَةِ والمَعنى لها يصِلُ
دَعْجاءُ خَنْساءُ مَرسومٌ بها قَمَرٌ
واللّيلُ مُنْسَدِلٌ والصُّبْحُ مُقْتَبِلُ
والشَّهْدُ معتصَرٌ والخدُّ مخْتمِرٌ
والكُحلُ مُنْتَثِرٌ والعِطْرُ مشْتَملُ
والوجه مكتملٌ والشَّعْرُ مرتسِلٌ
والفَجْرُ مُرْتسمٌ والنَّجْم مُحْتَفِلُ
والخال يحكي على خدّيْكِ كم رسمت
تلك الشفاه وما أبدتْ بك القُبَلُ
إذا رنا الطَّرف نحو الخدِّ وَرّدَهُ
رمق العيون وغمزُ الكفِّ والخَجَلُ
أميرَةَ الشّرْق هلْ في شامنا مثَلٌ ؟
هذي الظِّباءُ أعيريها الّذي تَسَلُ
وأسألُ اللّيْلَ في عينَيْكِ عن وطني
وهذهِ الرّوض والجَنّاتُ والرُّسُلُ
كلُّ المفاتِنِ في أعطافها نُزُلٌ
يسائلون أما زالتْ هيَ النّزُلُ؟
يا بِدْعَةَ الحسْنِ هذي قطعةٌ نُثِرت
إنْ تَقْرَئيها فقولي ردّهُ الأملُ