بالأمس كانوا واليوم قد رحلوا
وخلفوا بسويد القلب نيرانا
ورقموا بجدران الروح ذكراهم
فضاقت النفس وشجت احزانا
فدعوا بقايا عمري يذكرهم
فما أطال الله عمراً بنسيانا
يراودني طيفهم كيفما حللت بهم
وأصبحت بفرقاهم بقايا إنسانا
وإذ ما صبوت لمقام سورهم
رسمت بدمي أسمهم على الجدرانا
وقفت مستعبراً في عقر دارهم
كأني على بعضها المطموس أركانا
مناشداً دارهم والوجد يتحفني
بالحزن آنا وبالأشجان أحيانا
أعانق في حيهم حبيبات رملٍ
وعلى صفحات خدهم أقبل الريحانا
كانوا لي بدراً وشهب دجى
وخيم الليل أواه قد كانٓ
أيقظوا الدمع النائم في قلبي
و في العيون عانقت دمعي الأجفانٓ
ولا عذر للعين إذ ترقى مدامعها
والأحباب قضوا شيبا وشيبانا
فلا بارك الله في المنازل إذ خلت
منهم ولم تطرق روحهم البيبانا
ولا خير في أرضٍٍ ليسوا ساكنيها
مهما خصبت و شهق بنيانا
ولا بارك الله في سطوع شمسٍٍ
بعد أن رحلوا وخلوا المكانٓ
ولا بورك عمراً ليس فيه ظلهم
وقد اعتصمت في الحب روحانا
ولا بارك الله خفقان قلبٍ.
إذ نطق اسمهم ولم يزد خفقانٓ
ولا رعى الله عيوناً لم تبصرهم
وعيوناً بالدمع فاضت لفرقانا
ولارعى أعيناً إن لم تكن ببعدهم
عقدت الحاجبين من التسهيد أجفانا
أرى ظلهم في ثنايا الروح
وقد شحت الأيام بهجرانا
لهم في الحياة ما شائوا وليدعوا
لي من خيالهم ما شئت ألوانٓ
أناجيهم ألا سهم وصلٍ يقتلني
ولا بأس بوصلهم أن أكون قتلانا
واسألهم الله ألا رفقاً بروحي وقد
خلقنا وقرن بالأسم إسمانا
ونذراً علي إن عادوا و رجعوا
لأزرعن طريق الشام ورداً ومرجانا