حدّثني حجر الرصيف :
قل لهم ؛ خفّ عدد الذين كانوا يُلقون علينا التحايا وهم يعبرون ؛ حين تقاسمتهم أمواج بحر الغربة , ولقمة الخبز العنيدة ..!
أرسل, تحيةَ الجوعِ من أرصفة شوارع أخرى ؛ بعضُ أصحابي وهم يفترشون أحلام الخلاص .! قالوا لي : أخبرهم أن يسارعوا إلى أرواحنا قبل أن تتشظّى على مفارق الموت في الزمن الرديء ..!
قل لهم ؛ مضى من جوعنا عشرة لقيمات , وبقيّ عشرون ..فهل نَحْتَمِلُ الجيوب المثقوبة والنقود المائية التي تسيح في كل الاتجاهات معانقةً هذا الضجيج , فأين أنت يا صوت سكون الأرواح ..!
قل لهم ؛ هل سيحتملون صمت الترجيّ لعيونٍ باتت حائرة , تَرْقُبُ ألفَ اتجاهٍ في كل اتحاه .. وأنت لا تعرف ؛ يا ابن هذه الأيام التي لم تأتِ إلينا طواعيّة ؛ أن الريح حملتنا فوق أشرعة الصفير , وألقت بنا على عتبات الرصاص والشطآن ولقمة الخبز العنيد .!
قل لهم يا صديق الوجع ؛ لماذا ينثرون على الريحان الكثيف أرواحنا الثكلى , في زمن العروبة الصفراء .؟