مقتطفات من كتابي (في معترك الحياة):
كان يعود كل يوم وثيابه ملطخة ببودرة أقلام الكلس (الحوارة)البيضاء وهو يلقن التلاميذ أبجديتهم وعندما مات لم يكن لدى أهله ثمن الكلس لطلاء قبره به.
قال القاضي للحاجب:أدخله. فدخل يجر روحه بدل جسده.سأله القاضي :أنت متهم بخيانة وطنك ومديرك في العمل وشريكك في الأرض وزوجتك وخنت كذا وكذا... فضحك المتهم مطولا وأجاب سيدي انني مبتهج لأنك نسيت أن تحاسبني على خيانة بقيت وحيدة فقد خنت نفسي عندما تعاملت معها على أنني حي وأنا الماثل أمامك لست الا ميت.
القاضي للزوجة:لم تشكين الي زوجك وقد مات منذ زمن؟الزوجة:لا هو لم يمت فهو لم يزل يعيش في ذاكرتي ويقتلني كل حين بمحبتي له.
أعط الغوغاء بنادق فتنطق رصاصا وأعط العلماء بنادق فيستبدلون فوهاتها برؤوس لأقلامهم فتنطق فكرا وعلما.
كنت أمشي على رؤوس أصابع قدمي خشية أن أثقل على رفات الآفلين والآن مازلت أمشي كذلك لكن خوفا من أموات الضمير من أن يمسكو بضمير حي يسير بينهم.
مدير الصالون حسان الساروت